Home » » أتباع عقائد لا أتباع أفراد

أتباع عقائد لا أتباع أفراد

Written By Amoe Hirata on Rabu, 04 Februari 2015 | 12.43

لقد جُبِل الإنسان على حبّ من لديه العظمة والرفعة. وقد مثّل القرآن عظمة الشخض بالملأ. سمي الملأ ملأً لأنه يملئون عيون الناس بالعجب والفخر. الرجل العظيم أحبُّ إلى الناس من الرجل العادي بل الحقير. حينما ننظر إلى واقع الحياة نجد مدى اهتمام الناس بقولهم وفعلهم حتى أنهم اقتدوا وتأسوا بهم. لكن من العسف الشديد حبُ الناس إلى رجل عظيم الشأن منوط بحياته لا بالقِيم التى عمل واعتقد بها. الشخص العظيم لا يزال مُتبعا مادام حيّاً. أما إذا مات ورحل إلى الرفيق الأعلى أسقطوا فى أيديهم وانكسرت همتهم. والسر فى ذلك كله أن الإنسان مثل ما سبق جبل على حب شخص عظيم.

لما أشيع أن الرسول عليه الصلاة والسلام مات فى غزوة أُحُد, انكسرت همة من الصاحبة وأسقطوا فى أيديهم ويئست عن نصرة الله. لقد عاتب الله تعالى من انكسرت همتهم وأسقط في أيديهم. فموت الرسول  عليه الصلاة ة السلام فى نظر بعضهم بصدد الهزيمة الشديدة. نعم حبهم للرسول فى غاية الأعلى, لكن انكسارهم فى مثل هذا الظروف شيئ قبيح. لو قدر الله مثلاً أن رسول الله مات فى تلك الآونة فليس من حق الصحابة أن ينهاروأ ويتخاذلوا بل عليهم بالثبات والجهاد حتى فازوا بالشهادة أو النصر. إن مهمة محمد عليه الصلاة والسلام مقصورة على تبليغ الدعوة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. فإذا بلّغ رسالته ومات, فهل يجوز لمن اهتدي بهديه يعود إلى ضلالاته؟.
لقد قال تبارك وتعالى فى مُحْكَم التنزيل: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل  أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين[آل عمران: 144]". فإذا مات محمد عليه الصلاة والسلام ظلت الصلة الكبرى بالله الذى لا يموت. بعد سرد البيان السالف نخرج الدرس فى غاية الأهمية ألا وهو: نحن المسلمون أتباع عقائد لا أتباع أفراد، نحن أتباع مبادئ لا أتباع أشخاص. فالرسول صلَّى الله عليه وآله وسلم ترك لنا دستورين عظيمين اذا تمسكنا بهما لن نضل أبدا وهما: كتاب الله وسنته العطرة. فى الحقيقة قد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه ترك لنا القيم الأبدية. فالفوز والفلاح باتباع المبادئ لا الأسخاص وباتباع العقائد لا الأفراد. فالله أعلم بالصواب.
Share this article :

0 komentar:

Speak up your mind

Tell us what you're thinking... !

 
Copyright © 2011. Amoe Hirata - All Rights Reserved
Maskolis' Creation Published by Mahmud Budi Setiawan