Home » » لطائف من الصحبة

لطائف من الصحبة

Written By Amoe Hirata on Kamis, 12 Juni 2014 | 07.40


الكاتب: محمود بودي ساتياوان(عم خراة)
في يوم الثلاثاء شهر نوفمبر 2010/49: 03
ترجمت يوم الخميس 12 يونيو 2014/ 40: 07

اسمي برهان آجي بانجيستو، دُعِيْتُ بـ"هان". أنا رجل في غاية البسيطة. الوجه بسيط، والمخ بسيط. ما نلتُ من مآثر دراسية معينة. بل كاد أن انفصلتُ من الجامعة إذا لم أحقق النجاح في هذه السنة. وُلدتُ في جزيرة طبيعية صغيرة  من جزائر أندونيسيا غير مشهورة. بل لم تُذكر في خريطة أندونيسيا رسميًّا. بيد أنني ولدتُ في الجزيرة الصغيرة لاأزال أن أداوم الشكر علي الله الذي قد تغمد نعمه عليَّ بنعم منها المولود بجزيرة رائعة ذي خصائص كثيرة. منها استقيت عبر كثيرة ونفيسة منها من العبر التي وجدت منها هي: مشاركة في معاملة المجتمع، والجماعة، والتكافل، والتضامن، وأنا مستوطن بقرية متنوعة العادات والأفكار والمفاهم. كل ذلك يسهلني في معاملة الناس وغيره علي السواء.
كل مآخذ ومثالب بنسبة حياتي قد أعطتني قوة فائقة جعلتني مصِرًّا علي تصحيح وإصلاح النفس طوال الوقت لكي أكون علي أمثل الحال. بيد أن عمل أبي مجرد صائد السمك الأمي إلا أنني قد استطعت الآن أن التحقت دراستي بسوربون في بارس-. ربما كل من قرأ ترجمة حياتي مستحيل أن يتيقن بما نلت بها الآن، وهي الدراسة بسوربون - أحد الجامعات المشهورة ببارس-. العقل الراجح لا يستطيع أن يصدِّق واقع حياتي. رجل بسيط من قرية مجهولة يستطيع التحاق الدراسة ببارس فهذا شئ عجيب لدى الجمهور. لكن شعور التغير وثقة بالنفس قد تغلغل في قلبي. ما أزال – حتى الآن- متفائلا وأحاول أن أبتعد دائما شعور التشائم فهذا الذي يمكنني أن أغَيِّر شيئا سلبيا إِيجابيًّا؛ شيئا بسيطا يكون خارقا للعادة دون تفكر وتوقع من قبله.
          من المدرسة الابتدائية إلي المدرسة العالية أنا من أجهل الطلاَّب في الفصل. كلما استلمت كشف الدرجات فتقديري من أحطِّ التقديرات بل كاد أن أرسب في الامتحان في كل مرة. لولا الانضباط والنشاط لأكون طالبا راسبا أخفق في الامتحان. استأجرت العمارة ببارس مع الصديقين من أندونيسيا اللذين قد عرفتهما في حفلة ميلاد استقلال دولة أندونيسيا التي عقدت بسفارة أندونيسيا ببارس. أنا لا أدري عن أسباب التي جعلتني متلائما بهما. هفذا يسهلني في مشكلة دفع الإيجار الذي في غاية غالية. اسم صديقي أيانج براسيتيو و أنجازمارا سيان راهرجو، دعي بـ"آأنج" و "آأن". كلاهما من أسرة غنية. فكلما كنت متأخرا عن دفع الإيجار فهما يعاونني علي دفعه.
          اعترفت حق الاعتراف بأنني مادمت معهما في بارس ما وجدت الصعوبة في ناحية مالية، خصوصا في دفع الإيجار. مع كل ذلك قد عجبت بأفعالهما ومواقفهما. كل يوم هما لا يسئمان أن يغرياني ويداعباني. في عينهما أنا بمثابة ولد قرية حقيرة ورذيلة. هما من أبناء أثرياء و محترمين يتعودان علي عيش هنيء. بيد أنهما كبير في السن إلا أنهما كطفل صغير في الفعل والموقف. لكن مع كل أفعالهما عليَّ لا يجعلني غاضبا لاأزال أكظم غيظي ماستطعت ولا أستطيع حقيقة أن أجعلهما عدوا لي. بل شعرت بالصبر والسرور. المبدأ الإيخائ يحثني علي الصبر والسرور بكل أفعلهما ومواقفهما تجاهي.
          أنا كولد قرية عموما فهمت فهما دقيقا بكل أفعالهما. هما يعيشان في حياة المدينة و يعيش في عيش هنيء ورفاهية متوفرة  قلَّما يجد عيشا ضنكا وضيقا. فحياة مدنية تجعلهما كطفل ولايملك الطبيعة القوية. أشكر بالله الذي جعلني من ولدان القرية يلهمني علي الصبر والأناة بكل ما أصابني من الشتم والسب من الناس. كره رييو – أحد صديقي – بعفلهما. هو لا يحب أفعال "آيانج" و "آأن" عليَّ. في عينه أن ما فعله آيانج و آأن عليَّ قد جاوز حدود الاعتدال. هما بمثابة السيد الذي لابد أن يعطي خدمة كل يوم وأنا بمثابة العبيد الذي لا يملك نفسه ولا يملك الحقوق سوي خدمة السيد. وأنا لا أزال أن أقول له: "انتظارا للوقت. التجربة من الواقع سيعطيهما درسا نفيسا لهما". فأجاب رييو: "لا تزال أن تكرر تلك الكلمة. فالآن أعط لهما درسا نافعا! متى سيحقق التغير اذا اعتمدت علي التسويف؟ التغير غير منتطر لكنه محاولة سريعة علي تحقيقه.
          بالحقيقة قد وافقتُ علي اقتراح رييو. في يوم من الأيام خرجت من العمارة بدون خبر ولا إذن حوالي أسبوع كامل. بدون معرفتهم، أمرا رييو مشاهدة أحوالهما فزار رييو ألى عمارتهما. ماذا سيفعلهما بدون برهان. فحقا ما توقعه رييو لقد شعرا بالتحير الشديد بدون برهان. فبدى منهما شعور الغضب والتحسر لأنهما لا يدريان ماذا سيفعلان. بعدم برهان يستطيع آيانج و آأن أن يأخذا درسا مهما عن قيمة الصديق والقيام بالذات. فبدآ يعملان كل عمل برهان في العمارة : تنظيف الحمام، وتغسيل الطبق، وتكنيس البلاط. فأصبحا حياتهما متغيرا رويدا رويدا. اشتاقت قلبهما إلي برهان الصديق الحقيقي لداهما. قد فقدا لاجل في غاية الأهمية في حياتهما في العمارة. شعرتُ بسرور حين سمعت قصة رييو عنهما. فأنا أجزم على أن لا أعود إلا بعد عيد الفطر لإتمام الدرس لهما.
          بعد أن أرجع إلي العمارة، قالا لي: "من أين أنت يا برهان طوال الأسبوع؟ بدونك نحن كرجل مجنون. نحن نطلب العفو منك أن كانت أفعالنا تغضبك. حقيقة نحن لا نحقرك ولا نرذلك فكلهه لأجل القرابة والصداقة التي لم نجدها في المدينة ومن الأسرة. نعترف بأننا مخطئا، فاعف عنا يا برهان! نرجو أن لا تكرر مثل هذا! إذا وجدت من أفعالنا أفعالا غير مرضية عندك فأعلمنا بهه كي نصححه ولن نكررها. بالحقيقة با برهان! بدونك أصبحت هذه العمارة مثل المقبرة والمدفنة. وجودك يعطينا التفائل الذي يحضّنا علي فعل الخيرات.
          بعد أن أستمع إلي شكواهما شعرتُ بالدهشة. ليت الوقت يعود فأنا لن أفعل هذا. الآن فهمت مع كل ما فعلا علي قد تكمن في قلبهم صداقة الحب والصحبة. إلا أنهما في الظاهر لا يستطيع أن يعبرها تعبير صحيحا. بعد هذه الحادثة أنا أحلف علي نفسي : "لن أتخذ قرارا إلا مع التأني والروية. لن أكتفي بظاهر الأمر بدون نظر إلي باطنه. أظن كل أفعالهما من علامت الصحبة الصادقة التي لم يعبر بعبارة صحيحة مع حسن نيتهما. من هذه الصحبة قد وجدت عبرا كثيرة ونفيسة عن الأخوة والمعية. عسى أن أكره شيئا ظاهرا فهو خير لي في باطن، فعسى أن أحب شئا ظاهرا فهو شر لي في باطن. الصحبة تحتاج إلى التفاهم، والتكافل, والتفاهم، والحوار المستمرة لكيلا نقع في تقدير خطأ. عسى الله أن يجعل صحبة مرضية عنده وباقية إلي دار القرار. اللهم آمين".


Share this article :

0 komentar:

Speak up your mind

Tell us what you're thinking... !

 
Copyright © 2011. Amoe Hirata - All Rights Reserved
Maskolis' Creation Published by Mahmud Budi Setiawan