جوكووي وبرابوو في الميزان

        ماذا ستخطر ببالك إذا ذكر اسم جوكووي وبرابوو؟ ماذا ستنفعل إذا سمعت اسمهما؟ أيهما أفضل لرئاسة شعب أندونيسيا؟ الرجل اشتهر بشعبيته وقرابته للرعية وقصده في المأكل والملبس ونجاحاته في رئاسة سولو أم الرجل الذي ذاع صيته في ناحية العسكرية بجزمه وانضباطه وذكائه ووطنيته وعزمه لجعل دولة أندونيسيا دولة عظيمة التى احترمها جميع الدول في العالم؟ الاجابة منوط علي قدر معلوماتك و معرفاتك حولهما. كي لا نقع في هفوات الخطأ فنحن إذاً في مسيس الحاجة علي تبيُّن كل الأخبار حولهما وتثبته تثبة دقيقة كي لا نكون من الخاطئين.

          السؤال الذي يتبادر إلي الذهن هو: هل الأخبار والمعلومات التي أشاعتها وسائل الإعلام وجميع الوسائل الأيلكترونية قد تصدر من اذن اليقين، أو عين اليقين، أو علم اليقين, أم حق اليقين؟ فالمسلم الذكي هو من لم ينخدع بالأخبار قبل التثبت؛ ومن لم يتعجب بالإشاعات فبل التبين. فهو لا يُصدر رأيه قبل أن يتيقن بصدق الأخبار التي سمعها وموافقتها مع الواقع. واجبنا تجاه هذين المرشخين أن نقدرهما تقديرا يليق بواقع أحوالهما الحقيقية بدون الإفراط ولا التفريط. يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"(المائدة: 8). تدل هذه الآية دلالة واضحة على وجوب العدل سواء كان في الصديق أو العدو؛ أو بعبارة أدق وجوب إقامة العدل على من تحبه وعلى من تكرهه.

          في هذه العجالة القصيرة، أنا لا أحث القارئ على حبهما أو كرههما، ولكن أحث على كل القارئ الكريم أن يتفكر قبل اتخاد القرار بفكر ووعي وفهم وعقل وحسن تدبر. أندونيسيا أكبر دولة إسلامية فى العالم، إذا كنا نخطئ في اتخاد القرار فسنعيش في المستقبل عيشا ضيقا وضنكا. لقد مرَّت بنا الحوادث والوقائع في هذه الدولة، أنحن سنقع في الخطء الماضية المكررة أم نحن نصححها كي نكون شعبا قويا ومحترما لدى عيون جميع الدول في العالم؟ فعليك بالاحتياط في اختيار الرئيس الجمهويري. لكل من المرشخين مثالب لكن لقد نبّهنا علماء الأصول في أحد القواعد الفقهية: "إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمها ضررا بارتكاب أخفهما". كل ما فعلنا سيحاسبه الله في الآخرة. فالقرار من الفعل المُحاسب يوم القيامة، إذا لم نجتهد به لاختيار أحسنه فسوف يلقانا غيا يوم لا ينفع المال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

          أحق من سيكون رئيسا هو من يَهتمّ بأمور الشعب اهتماما حقيقيا بدون الكذب والخداع؛ من يعتني بمشاكل الرعية لا لنيل الشهرة والتكريم من الجمهور. كم من رئيس الذي حلف للشعب قبل أن يكون رئيسا فبعد أن يكون رئيسا هو لا يهتم بأمور المواطنين بل يؤثر على البطن نفسه. كم من رئيس ادعى علي شعبه بأنه أمينا فبعد الرئاسة يكون خائنا. كم من رئيس اعترف على الأمة لأنه وافي العهد لكنه بعد كونه رئيسا يكون مخلف الوعد. فشتان شتان بين الادعاء والواقع.  احذر ما قاله النبي: "آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ" (رواه البخاري). هيا بنا نتخد قرارا صحيحا لدولتنا وشعبنا لتحقيق مستقبل أندونيسيا: "بلدة طيبة ورب غفور". الريئس العادل والحازم والمرؤوس الراضي والمطمئن.

سومنكو، 5 يونيو 2014/22:56

بقلم: عم خراة/محمود بودي ساتياوان.